الدكتور مفتاح عثمان
تزخر الجزائر بتراث أثري غني ومتنوع يؤرخ لمختلف المراحل التاريخية التي عرفتها . وذلك بدءا بعصور ما قبل التاريخ مرورا إلى الفترة القديمة ثم العصر الإسلامي. وما زالت عديد الشواهد الأثرية تشهد عن ذلك من تصاوير ورسوم صخرية إلى قبور فجر التاريخ، ثم إلى مدن مازالت قائمة لحد الآن تعود للفترة القديمة كتيبازة وتيمقاد وجميلة وغيرها، ثم العصر الإسلامي الذي مازال يحتفظ بشواهد مادية عمرانية و معمارية كقلعة بني حماد وبجاية وتلمسان وغيرها.
إن هذا التراث الأثري الجزائري هو ترجمة واضحة لهوية صلبة وتاريخ ممتد تعبر عن ذاكرتنا الراسخة في التاريخ، وهي التي أعطت مكانة وعراقة وأقدمية لبلادنا في التاريخ الحضاري للإنسانية، وعليه يستوجب علينا المحافظة على هذا الموروث الثقافي والعمل على تثمينه وصيانته وتأهيله باعتباره قيمة مضافة للاقتصاد الوطني وتحريك عجلة السياحة الثقافية في إطار التنمية المستدامة، لأن التراث رافد من روافد الهوية الوطنية والاهتمام به، هو اهتمام بالذاكرة الجماعية لبلادنا والمحافظة عليها. ومن هذا المنطلق فان معهد الأثار بجامعة الجزائر2 واحدة من المؤسسات العلمية الجامعية التابعة لقطاع التعليم العالي والتي تسعى جاهدة لتؤدي الدور المنوط بها في مجال البحث والتكوين في مجال الأثار في الأطوار الثلاثة ليسانس و ماستر و الدكتوراه، تكوينا نظريا وميدانيا لفائدة طلبة المعهد، تسمح للطالب بأخذ كم هائل من المعارف العلمية في مجال التخصصات المتوفرة على مستوى المعهد: تخصص أثار ما قبل التاريخ و تخصص الأثار القديمة وتخصص الأثار الاسلامية وتخصص صيانة وترميم الممتلكات الثقافية.
إن الرسالة التي يهدف معهد الأثار تحقيقها هي رسالة حضارية ذات صلة بذاكرة الأمة الجزائرية في مجال الموروث الثقافي المادي، وتكوين أثريين بإمكانهم حمل هذه الرسالة المتمثلة في الدراسة العلمية والمحافظة على أثار الجزائر من مختلف الفترات التاريخية التي عرفتها.